سفر القلب إلى من يحب
تسافر القلوب شوقا لمنتحب . .
تقطع فيافي الأيام والزمان . .
تريد لقاء لافراق بعده . .
تريد وصلا فلا هجر أو جفاء . .
تعلل النفس بالآمال ترجو يقينا وابتساما . .
هذا حال المحبين . .
حال من أضناه الشوق وكابد صبابته . .
وهجر النوموالليل رافقه . .
وله مع النهار حديث طويل لا يمل عن محبوبه . .
والشاعريقول :
وأخرج من بين البيوت لعلَّني
أحدِّث عنك النفسَ بالسرخالياً
يسلك المشتاق كل الدروب والسبل للوصول إلى من أحب . .
لا يلتفتإلى بعد الطريق أو وحشته وظلمته . .
لا يعبأ بالشوك يدمي قدمه السائرة عليه . .
يبكي قلبه شوقا إلى اللقاء . .
الكل من حاله متعجب . .
من ذا يكونمحبوبه . . ! !
إنه المشتاق إلى ربه إلى العظيم الحي القيوم الذي لا ينام . .
الرحمن الرحيم . .
المتكبر المتعال . .
ذو الجلال والإكرام . .
فعند عتبات عبوديته تسجد الجباه وتركع القلوب . .
وتقف الأقدام ذليلةمنكسرة ترجو رحمته وغفرانه . .
يطرق أبواب الليل قائما بالصلاة وللآيات تالياوذاكرا . .
وأظمأ الجسد والروح روّاها بفعل الصالحات . .
يريد صفحا يريدطهرا من الذنوب و المعايب . .
فسمعاللهأنين المشتاق
إليه وحنينهفأكرمه بآياته قائلا جل جلاله في سورة الكهف :
( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءرَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِأَحَدًا )
الرحيل :
يحكى عن بعض العارفين أنه قال :
دخلت على الله منأبواب الطاعات كلها ، فما دخلت من باب ،
إلا رأيت عليه الزحام ، فلم أتمكن منالدخول ،حتى جئت باب الذل والافتقار ،
فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ،ولامزاحم فيه ولا معوق ، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته,فإذا هو سبحانه قد أخذبيدي وأدخلني عليه .
مما رآق لي