بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
علامات الترقيم جزء مهم من أدوات الكتابة، وهي تؤثر في الشكل العام للنص، كما تؤثر في مستوى الفهم الذي يتحقق لدى قارئه؛ فهي تسهم في رسم خريطة النص وتشكيله, وتبعث الحياة فيه, وتمده بطاقة متّقدة.
تأمّل نصاً دون علامات الترقيم، كيف سيكون؟ ستجده، دون شك، نصاً جامداً لا حراك فيه! أو
سيكون نصاً تزدحم فيه المعاني، كأنما تتدافع المعاني والكلمات فيه من خلال عنق ضيق؛ فيتعسر عليها المرور! ومن شأنه أن يعيق الحركة داخل النص، ويقلل مستوى الاستيعاب والفهم لدى القارئ، ويربكه، أو قد يجعل النص يتيه في فراغ كبير يصعب على المتلقي الجمع بين أجزائه المبعثرة؛ فتضيع المعاني التي يحرص الكاتب على إيصالها إلى القارئ، وقد يضجر ويترك النص!
وفي الدلالة على ذلك , تأمّل مدينة من المدن الكبرى التي تكتظ بالسيارات , وهي تسير في شوارع
متقاطعة ومتعرجة دون أن يكون في تلك الشوارع والطرق أية إشارات مرور أو لوحات إرشادية تنظّم السير, وترشد مستخدمي الطرق إلى ضوابط ولوحات تحدد لهم مسارات الطرق يمينا أو يساراً, وتنظّم عبور تقاطعات الطريق والجسور والأنفاق؛ فإنك ستدرك أن غياب اللوحات الإرشادية سوف يؤدي إلى تداخل في صفوف السيارات القادمة من مختلف الاتجاهات، وسوف تزدحم مسارات الطرق؛ فيكون السير عسيراً، والحركة غير منضبطة وسلسة!
الكتابة ليست كلمات تصف وتطرح أمام القارئ , فلا بد للكاتب من امتلاك أدواتها الفنية, التي لا غنىله عنها؛ إذ يستطيع توظيف تلك الأدوات (العلامات) داخل النص, لينقل القارئ إلى حالة ذهنية صافية،تساعده على استقبال المعلومة بيسر وسهولة؛ فيدرك المضامين التي حرص الكاتب على إيصالها إليه.
ولأن لكل علامة من علامات الترقيم مكان بعينه، ينبغي أن توضع فيه دون غيره، نجد من المناسب أن نعرض بإيجاز لهذه العلامات ..
يتبـــع ،
الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة فقط..إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغما عني ،
والأماكن التي لاتستطيع الأرض منحي إياها .
إنها الحب الذي بخلت به الدنيا.. والفرح الذي لاتتسع له الأرض .
إنها الوجوه التي أشتاقها، والوجوه التي حرمت منها .
إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود .
إنها استقبال الفرح و وداع المعاناة والحرمان..