الدعاء لولاة أمر المسلمين .......
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وبعد :
فإن من الأمور التي ينبغي التنبيه لها والاهتمام بها أهمية الدعاء لولاة أمر المسلمين الذين ـــ بتوفيق من الله ـــ تنتظم مصالحهم ، وتجتمع كلمتهم ، وتؤمن سبلهم ، وتقام صلاتهم ، ويجاهد عدوهم ، وبدونهم تتعطل الأحكام ، وتعم الفوضى ويخل الأمن ، ويكثر السلب والنهب ، وأنواع الاعتداء ، وينثلم صرح الإسلام ، ولا يأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم .
قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله : يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين إلا بها ، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ، إلى أن قال : فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله .
روى مسلم في صحيحه عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( الدين النصيحة ، قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) وما من ريب أن من النصح لولاة أمر المسلمين الدعاء لهم بالتوفيق والسداد والصلاح والمعافاة ، فهم أولى يدعى له بذلك لأن صلاحهم صلاح للأمة ، وسدادهم نفعه عائد عليهم وعلى المسلمين ، فالدعاء لهم من أهم الدعاء وأكثره عائدة ونفعا ، ولهذا قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله : ( لو كانت لي دعوه مستجابة لم أجعلها إلا في إمام ، لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد )
قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد ( إن لم يتمكن من نصح السلطان ، فالصبر والدعاء فإنهم كانوا ـــ أي الصحابة ـــ ينهون عن سب الأمراء وكان السلف رحمهم الله يعدون الاشتغال بسبب الولاة والدعاء عليهم من الأمور المحدثة ، وفي ذلك يقول الإمام الحسن بن على البربهاري رحمه الله ( إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى )
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عمن يمتنع عن الدعاء لولاة الأمر فقال : ( هذا من جهله وعدم بصيرته ، الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات وأفضل الطاعات ، ومن النصيحة لله ولعباده ، ....... ) إلا آخر كلامه رحمه الله وغفر له وجعل منزلته في جنة الفردوس الأعلى ، كما نسأله سبحانه أن يصلح لنا شأننا كله ، وأن يوفقنا لكل خير يحبه في الدنيا والآخرة ، وأن يصلح ولاة أمورنا ، وأن يهدينا وإياهم إليه صراط مستقيما .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
نقلا من كتاب : فقه الأدعية والأذكار بتصرف للشيخ عبد المحسن البدر حفظه الله تعالى
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
الله لا يفرقنا من بعض آمـــــــــــــــــــــــــــــين
|