أسماء بنت يزيد بن السكن
أسماء بنت يزيد الخطيبة الفارسة
هي فارسة الفرسان، وأميرة الفصاحة والبيان، حباها الله لسانا طلقا بليغا تتلألأ الحروف والكلمات بين شفتيها، فتشق طريقها إلى العقول والقلوب بلا عناء.
نشأت أسماء في أسرة عرف أفرادها بالتضحية والجهاد منذ أن أعلنت كلمة التوحيد،ومنذ أن صادف نور الإيمان قلوبهم الصافية خالية،فتمكن منهم.
الأنصارية ، واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أورع الأمثلة في الإيمان والعلم والصبر ، فكتب لها الخلود في تاريخ مشرق بالأنوار والبركات.أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير ، مصعب الخير الذي انطلق من خير دور الأنصار ، دار بني عبد الأشهل قوم بن معاذ – رضي الله عنه – ذلك الصحابي الجليل الذي كان إسلامه بركة على قومه ، حيث روي أنه يوم أسلم ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة.
وأسماء هذه هي بنت عمة معاذ بن جبل الصحابي الجليل – رضي الله عنه – ويلتقي نسبها مع نسب سعد بن معاذ – رضي الله عنهما – في جدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
.وأسماء بنت يزيد نموذج رائع من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله عن أمور دينهن ، لتصل إلى طريق الصواب ، ولذلك وصفت بأنها كانت من ذوات العقل والدين.
روت أسماء بنت يزيد قالت : مر بي النبي – وأنا في جوار أتراب لي فسلم علينا وقال :إياكن وكفر المنعمين. تقول : وكنت من أجرئهن على مسألته ، فقلت : يا رسول الله،وما كفران المنعمين ؟ قال : ( لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها ،ثم يرزقها الله زوجاً،ويرزقها منه ولداً،فتغضب فتكفر فتقول:ما رأيت منك خيراً قط.
ولأسماء مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة فهي التي زينتها يوم زفافها على رسول الله وأدخلتها عليه،وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة أو أسماء مقينة عائشة.
لقد كان لها باع طويل في عالم الجهاد،ففي غزوة أحد قتل أبوها يزيد بن السكن،وعمها زياد بن السكن،وأخوها عامر بن يزيد،وابن عمها عمارة بن يزيد بن السكن،فلما بلغها مقتلهم،وعلمت بسلامة رسول الله اعتبرت كل مصيبة بعد رسول اله هينة، وشهدت أسماء كثيراً من الأحداث الهامة في الإسلام،وكانت تشارك فيها،فحضرت غزوة الخندق،وخرجت مع النبي إلى الحديبية وبايعت بيعة الرضوان،ثم شاركت في غزوة خيبر.
ولم تتوقف أسماء عن الجهاد ، فما إن أقبلت السنة الثالثة عشرة من الهجرة حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي العطشى وتضمد الجرحى ، ولم يكن عملها مقتصراً على ذلك ، بل انغمرت في الصفوف ، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها ، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية.
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -