القسم الأول : صبر على الطاعة حتى يفعلها .. فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبرٍ ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر !
القسم الثاني : صبر عن المنهي عنه حتى لايفعله .. فإن النفس ودواعيها !
وتزيين الشيطان .. وقرناء السوء .. تأمره بالمعصية وتجرئه عليها
فبحسب قوة صبره يكون تركه لها .. قال بعض السلف : أعمال البر يفعلها البر والفاجر.. ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق !
القسم الثالث : الصبر على ما يصيبه من المصائب وهي نوعان
- نوع لا اختيار للخلق فيه : كالأمراض وغيرها .. فهذه يسهل الصبر فيها !
لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره .. وإنه لا مدخل للناس فيها
فيصبر إما اضطرارا وإما اختيارا.. فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة
في فوائدها وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبرعليها
إلى الشكر لها والرضا بها فانقلبت حينئذ في حقه نعمة
- أن يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه : هذا النوع يصعب الصبر عليه جداً !
لأن النفس تستشعر المؤذي لها .. فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون
(1) - وكان نبينا إذا أوذي يقول: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَصَبَرَ"
(2) - وأخبر نبينا عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
(3) - قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ ﴾
بالصبر واليقين تنال الإمامة
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -