ذهاب الإسلام على يد أربعة أصناف ..!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقل العلامة ابن القيِّم -رحمه الله- في (( المفتاح ))(1) عن محمد بن فضل الصّوفي أنّه قال:
( ذهاب الإسلام على يد أربعة أصناف:
صنفٍ: لا يعملون بما يعلمون.
وصنف: يعملون بما لا يعلمون.
وصنف: لا يعلمون ولا يعملون.
وصنف يمنعون النّاس من التعلُّم ).
قلت -القائل هو ابن القيِّم- :
( الصِّنف الأوّل: من له علم بلا عمل. فهو أضرّ شيء على العامّة؛ فإنه حُجّة لهم في كلِّ نقيصة ومنحسة.
والصّنف الثّاني: العابد الجاهل. فإنّ الناس يحسنون الظّنّ به لعبادته وصلاحه؛ فيقتدون به على جهله.
وهذان الصّنفان هما اللّذان ذكرهما بعضُ السلف في قوله: ( احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل؛ فإنّ فتنتهما فتنة لكلِّ مفتون ). فإن الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعُبّادهم، فإذا كان العلماء فجرة والعُبّاد جَهَلَة عمَّت المصيبة بهما، وعظُمت الفتنة على الخاصّة والعامّة.
الصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل، وإنّما هم كالأنعام السّائمة.
الصنف الرّابع: نُوَّاب إبليس في الأرض. وهم الذين يثبِّطون الناس عن طلب العلم والتفقُّه في الدّين. فهؤلاء أضرّ عليهم من شياطين الجنّ، فإنّهم يحولون بين القلوب، وبين هدى الله وطريقه.
فهؤلاء الأربعة الأصناف: هم الذين ذكرهم هذا العارف -رحمه الله تعالى- وهؤلاء كلُّهم على شفا جرف هار، وعلى سبيل هَلَكة، وما يلقى العالم الدّاعي إلى الله ورسوله ما يلقاه من الأذى والمحاربة إلا على أيديهم، والله يستعمل من يشاء في سخطه، كما يستعمل من يُحب في مرضاته { ... إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [الشورى: 27].
ولا ينكشف سرّ هذه الطّوائف وطريقتهم إلا بالعلم؛ فعاد الخير بحذافيره إلى العلم وموجبه، والشّر بحذافيره إلى الجهل وموجبه )
انتهى كلام ابن القيِّم -رحمه الله-.
قال الشّيخ عبد الرحمن بن حسن عن كلام ابن القيِّم هذا:
( هذا من أنفع ما رأيتُ في تحقيق التوحيد والمتابعة، فيا سعادة مَن عَقَله، وصار على باله )(2)
من كتاب: الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال في الاتباع صـ [45-47]
لفضيلة الشيخ: محمد بن هادي بن علي المدخلي حفظه الله
_____________________
(1) (1/160) ط: مكتبة الرياض الحديثة.
(2) انظر (( الدرر السّنيّة )) : (2/279-280).
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
إذَا أَتَيتَ بِجودٍ في ذَوي نَسَبِ ... فَإن نِسبَتنا جودٌ وعلياءُ
ما الفَخرُ إلا لأهلِ العلمِ إنّهمُ ... على الهُدى لِمَنْ استَهْدى أدِلاءُ
وقَدْر كُل امرئٍ ما كَانَ يُحْسِنُهُ ... والجهّالُ لأهلِ العلمِ أعداءُ
فَفُز بِعِلمٍ تَعِش حيّاً به أبَداً ... النّاسُ مَوتَى وأهلُ العلمِ أحياءُ
|