الخوف من الله عز و جل ( الجزء الأول ) ـ
منزلة الخوف و حكمه
من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد . قال تعالى
( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين )
و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان )
تعريف الخوف
قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام - الخوف هرب القلب
من حلول المكروه عند استشعاره - الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه . قال بن المناوي في كتابه
التوقيف على مهمات التعاريف -:( الخوف توقع مكروه أو فوت محبوب ذكره ابن الكمال .
و قال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة ، و قال التفتازاني : غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء
و قال الراغب: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك و ضده الأمن و يستعمل
في الأمور الدنيوية و الأخروية ، و عند الصوفية: ارتعاد القلب لما عمل من الذنب ، وقيل أن يترقب العقوبة
و يتجنب عيوبه ، و قيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة ).
فوائد الخوف: قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير
و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه . - قال أبو سليمان : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب - قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق .
أنواع الخوف من حيث الحُكم
1 - الخوف المحمود الصادق : هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ
فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط . قال عثمان الحيري : صدق الخوف هو الورع عن الآثام
ظاهراً و باطناً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله .
2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات .
3 - الخوف المستحب : هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات .
المشهد
كيف يثبت الله عباده المؤمنين ؟