16/ قهوة -
حان موعد قهوة العصر
كانا في خصام
صنعت لنفسها فنجانا من القهوة
و وضعت أمامه فنجانه فارغا !!
[ و قد يحمل الفنجان بكلتا يديه و يقربه من شفتيه و يرتشف ما ليس فيه متظاهرا بالبراءة
فتضحك هي
فتذهب مكرهة لمطبخها لتصب له فنجانه ... فقد نسيت الخصام ]
.:::.
17 / زمان و زمان
ما زال عيشهما في زمنين مختلفين من أزمنة النساء , يرفع جُدرا عالية بين قلبيهما .
كانت ما تزال تعيش في زمن النبوة , تراجعه كما تفعل زوجةُ الخطاب , تغارُ و تغضبُ كحبيبة الحبيب , و ربما نامت عن القدرِ كم كانت تفعل الحميراءُ مع العجين , تتعلم ,و تعلم ,و تجاهد , و تطمح , كما فعلت نساءُ الزمانِ الجميل .
و تقدم هو مع الزمانِ و سار , وصلَ عصور الإنحدار , هناك وقف ينظر نحو النساء كما فعلوا .
حاول أن يغريها باللحاق ,و حاولت أن تشد منه الوثاق ,فما فعل و ما فعلت .
[ مؤلم أن تكون المسافة بين الزمنين .. أزمـــان ]
.:::.
18/ أوراق
وضعتْ أخر ملعقة من الأرزِ المُتبلِ باللحمِ النيئِ و البهارات في ورقةِ العنب , لفتْها بدقة , قامتْ برصِ جميعِ الأوراق ِالمحشوةِ في القدر , وزعَت بينها شرائحَ اللحمِ , و فصوصَ الثوم ,و قطع الليمونِ , رفعتها على النارِ , غَسَلتْ جميعَ الأطباقِ و الأدواتِ , فردَت ذراعيها في محاولةٍ لتخفيفِ ألم تلك الجلسةِ الطويلة , غَسلتْ وجْهها , سرَحت شعرها , ربطته بشريطةٍ من الساتانِ الأصفرِ, أعدتْ فنجان قهوةٍ تركية , أمسَكتْ قلمها و أوراقها , شَرعت تكتب قصتَها الجديدة .
[كم تعجبني تلك المرأه التى لم يشغلها عن بيتها وأبنهائها شاغل
وكذا لم تبتعد عن دنيا التميز بما تخط بالأنامل ]
.:::.
19/ ينبوع الحنان
رافق أمه المريضة إلى غرفة العمليات..
شاهدا شابا مثخنا بالجراح جراء حادث شنيع ..شدهما المنظر..كان يغطيه رداء ملطخ بالدماء..
ينبعث صوت نشيج مكتوم..
تلفت يبحث عن مصدره ..:
-لا تقلقي يا أمي ...العملية ستكون بسيطة..
- أرجوك ..قُد سيارتك بحذر يا بنيّ !!
[وهل هناك عاطفة أصدق من عاطفة الأم ؟! ]
.:::.
20/ جرح !
يبطش بمن يحاول النيل منه..لا يصمد أحد على الوقوف في وجهه .. شيء واحد يجعله ينهار بالبكاء.. لما يهمس أحد الأشقياء : (ما عندو أمّ ) !!
[ لا تعليق ]
//