الشبهة العاشرة:
التبرج أمر عادي لا يلفت النظر:
يدّعي أعداء الحجاب أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال، بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجابًا كاملاً يسترجسدها كله، فيريدون التعرّف على شخصيتها ومتابعتها؛ لأنّ كلَّ ممنوع مرغوب
الجواب:
1- ما دام التبرج أمر عادي لا يلفت الأنظار ولا يستهوي القلوب فلماذا تبرّجت؟! ولمن تبرجت؟! ولماذا تحمّلت أدوات التجميل وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟
2- وكيف يكون التبرج أمرًا عاديًاونرى أن الأزواجـ مثلاً ـ تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزينّ وتجمّلن، كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقًا متنوعًاجميلاً في ترتيبه ولولم يكن لذيذ الطعم؟!
3- إن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية، لا تتغير مدى الدهر، وهي شيء يجري في عروقهما، وينبه في كل من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، وهذه قاعدة فطرية طبيعية لم تتغير من يوم خلق الله الإنسان، ولن تتغير حتى تقوم الساعة
4- أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرًّا من أسراره، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه، وجعل الممارسة الجنسية من أعظم ماينزع إليه العقل والنفس والروح،وهي مطلب روحي وحسي وبدني، ولو أن رجلا ًمرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر وحسن ظاهر واستهواء بالغ ولم يلتفت إليها وينزع إلى جمالهايحكم عليه الطب بأنه غير سوي وتنقصه الرغبة الجنسية، ونقصان الرغبة الجنسيةـ في عرف الطب ـ مرض يستوجب العلاج والتداوي
5- إن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء متبرجات كاسيات عاريات، وتتناسب هذه النسبة تناسبًا طرديًا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة، بل إن أعلى نسبة من الأمراض الجنسية ـكالأيدز وغيره ـ في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلّتًا، وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى، بالإضافة إلى الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب والفتيات للانتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللاً من الأخلاق
6- أما أن العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ولا تتابع المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتابًا مغلقًا، لا تعلم محتوياته وعدد صفحات وما يحمله من أفكار، فطالما كان الأمر كذلك، فإنه مهما نظرنا إلى غلاف الكتاب ودققنا النظر فإننا لن نفهم محتوياته، ولن نعرفها، بل ولن نتأثر بها، وبما تحمله من أفكار، وهكذا المتحجبة غلافها حجابها، ومحتوياتها مجهولة بداخله، وإن الأنظار التي ترتفع إلى نوره ترتد حسيرة خاسئة، لم تظفر بِشَروَى نقير ولا بأقلّ القليل.
أما تلك المتبرجة فتشبه كتابًا مفتوحًا تتصفّحه الأيدي، وتتداوله الأعين سطرًا سطرًا،وصفحة صفحة،وتتأثّر بمحتوياته العقول، فلا يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه، فتثنت بلتمزق بعضها، إنه يصبح كتابًا قديمًا لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة بيت متواضعة، فمابالنا بواجهة مكتبة عظيمة؟
الشبهة الحاديةعشرة:
السفور حقّ للمرأةوالحجاب ظلم:
زعموا أنالسفور حقّ للمرأة، سلبها إياه المجتمع، أوسلبهاإياه الرجل الأناني المتحجرالمتزمت، ويرون أن الحجاب ظلم لها وسلبلحقها
الجواب:
1- لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجابعلى المرأة فترفع قضيتها ضدّه لتتخلّص من الظلمالذي أوقعه عليها،إنماالذيفرض الحجاب على المرأة هوربها وخالقها الذي لا تملكـ إن كانت مؤمنة ـأن تجادله سبحانه فيما أمر به أو يكون لها الخيرة فيالأمر، {وَمَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مؤْمِنَةٍ إِذَاقَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَلَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْوَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاًمُّبِينًا}
- إن الحجابَ في ذاته لايشكل قضية، فقد فرضالحجاب في عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ونفذ فيعهد،واستمر بعد ذلك ثلاثةعشر قرنًا متوالية وما من مسلميؤمن بالله ورسوله يقول: إن المرأة كانت في عهد رسول الله صلىالله عليه وسلممظلومة.
فإذا وقع عليهاالظلم بعد ذلك حين تخلّف المسلمون عن عقيدتهم الصحيحة ومقتضياتها فلم يكن الحجاب ـبداهة ـ هومنبع الظلم ولا سببه ولا قرينه، لأنه كان قائمًا في خير القرون على الإطلاق، وكان قرين النظافة الخلقية والروحية، وقرين الرفعة الإنسانية التي لا مثيللها في تاريخ البشرية كله
الشبهة الثانيةعشرة:
الحجاب رمز للغلو والتعصب الطائفيوالتطرفالديني:
زعم أعداء الحجاب أن حجاب المرأةرمزمن رموز التطرف والغلو،وعلامة من علامات التنطع والتشدد، مما يسبب تنافرا فيالمجتمع وتصادما بين الفئتين، وهذا قد يؤول إلىالإخلال بالأمنوالاستقرار.
الجواب:
1- هذه الدعوىمرفوضة من أساسها،فالحجابليس رمزا لتلك الأمور، بل ولا رمزا من الرموز بحال، لأن الرمزما ليس له وظيفة إلا التعبير عنالانتماء الدينيلصاحبه،مثل الصليب على صدرالمسيحي
والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي، فلا وظيفةلهماإلا الإعلان عنالهوية.
أماالحجاب فإن له وظيفةمعروفة وحِكَما نبيلة، هيالستر والحشمة والطهر والعفاف، ولايخطر ببالمن تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسهاوعن دينها،لكنها تطيع أمرربها،فهو شعيرة دينية، وليسرمزا للتطرفوالتنطع.
ثم إن هذهالفرية التيأطلقوها على حجاب المرأة المسلمة لماذا لميطلقوها على حجابالراهبات؟!
لماذا لم يقولوا: إن حجابَاليهودياتوالنصرانيات رمز للتعصبالديني والتميزا لطائفي؟!
لماذالم يقولوا: إن تعليق الصليب رمز من رموز التطرف الديني وهو الذيجرّ ويلات الحروبالصليبية؟!
لماذا لم يقولوا: إن وضع اليهودي القلنسوة الصغيرةعلى رأسه رمز من رموز التطرف الديني وبسببه يحصلما يحصل من المجازروالإرهابفي فلسطينالمحتلة؟!
2- إن هذه الفرية يكذّبها التاريخوالواقع، فأين هذه المفاسدالمزعومة والحجابترتديه المرأة المسلمة منذأكثر من أربعة عشرقرنا؟!
3- إن ارتداء المرأة للحجاب تم من منطلق عقدي وقناعة روحية، فهي لم تلزَم بالحجاب بقوة الحديد والنار،ولم تدعُ غيرها إلى الحجاب إلا بالحكمة والحجج الشرعية والعقلية، بل عكس القضية هوالصحيح، وبيان ذلك أن إلزام المرأة بخلع حجابها وجعل ذلك قانونا وشريعة لازمة هو رمز التعصب والتطرف اللاديني، وهذا هو الذي يسبب التصادم وردود الأفعال السيئة، لأنه اعتداء على الحرية الدينية والحرية الشخصية.