قمْ ناجِ ربَّكَ فالوُجْدانُ ظمــآنُ **
وليلةُ القدرِ فيها الغيْثُ هتَّانُ
ملائكُ الله بين الناسِ تشْهدُهـا **
والروحُ فيها ، وأنوارٌ ، ورضْوانُ
والسِّلْمُ يرفلُ في الآفاقِ منتشراً **
وللسّكينةِ فـوقَ الليلِ تيجـانُ
والله مالم يكن شـِركٌ بعابـدهِ **
يفيضُ منـهُ على العاصينَ غُفرانُ
قمْ وابكِ ذنبك يا مسكينُ معترفاً **
فالله يعفُو عن العاصينَ ما دانوا
والله يقبلُ دمعَ العينِ منْهمـلاً **
على الذنوب ويمحو الذنْبَ رحمنُ
قم ناجِ ربَّك في ذلِّ وفي رَهَبٍ **
والقلْبُ منكسرٌ يغشـاه عرفـانُ
والروحُ في عَبَقِ القرآنِ يغمُـرُها **
والنفسُ يملؤُها بالخيـْرِ إيمانُ
هذا المقامُ مقامُ التائبـينَ فقمْ **
فالفوزُ فيه إذا ما قامَ إنسانُ
يا طالبَ العفْوِ هذا بابُ واهِبِـه **
وليلةُ القدرِ للغُفْرانِ عُنـوانُ
ياويحَ خاسِرُها ، والعُمْرُ يعدلها **
وهل يُقاس بهذا الخُسرِ خُسرانُ
بقلم الشيخ : حامد بن عبدالله العلي