[align=center]. توطئة .
كنتُ أغضُ الطرف عن نظراته المتسائلة وهو يرقبني بصمت من بعيد ، لكنّه اليوم اقترب مني وسألني :
- ماذا تفعلين هنا ؟
* أقرأ ، أكتبُ ، وأشارك الآخرين .
- كل الآخرين ؟!!
* ماذا تقصد ؟
- أقصد : هل تشاركين النساء والرجال على حدّ سواء ؟!
تغيّر لوني ، وبَدَت على مَلامحِي علاماتُ ضِيقٍ ، لكني أجبته قائلة :
* الكل هنا مُحترم ، كما أنني حريصة على تقديم نفسي باحترام !
لم يأبه لتغيّر لوني ، وتابع بهدوء :
- وعفاف المؤمنات ؟
//
شعرتُ بها كصفعة من كف صَلْد هَوَت على خدّي الهزيل ، فأهوَتني ، هممتُ بالنطقِ لكنني اكتشفتُ موت لساني !
وراح نظري يجول بينه وبين شاشة الحاسوب الماكث أمامي ، ذلك الكائن الذي لا حول له ولا قوّة .. أستَصرخها ، لكن ما مِن مُجيب ، فأنّى لشاشة صمّاء أن تنطق !
أعوادٌ من الثقابِ تشتعلُ داخلي عودًا تلو عود ، حتى علقت النَّار في أطراف قلبي وروحي ، فما عدتُ قادرة على الصراخ !
- كانت كلمتي قاسية أليس كذلك ؟
* قلتُ في نفسي : سبحان مَن أنطقكَ بها !
- [ لابد من القسوة أحيانا ] . قالَها ثم مضى ...
عاودتُ النظر إلى شاشة الحاسوب ، لم تعد شاشة !
بل خيِّل إليّ أنها ثعبان أقرع ضخم مُخيف ، يرنو نحوي ، مُخرجا لسانه يريد لدغي ، فأصيحُ مذعورةً وقد قفَّ جلدي .. أسلم ساقيّ للريح ، لكنهما لا يسعفاني ، فالمدى هنا ضيّق !
أتنفسُ بعمق ، أهدأ قليلا ، ثم أمدّ يدي وأغلق الحاسوب .
يممتُ وجهي نحو تلك الزاوية ـ التي اعتادت هروبي إليها كلما ضاق صدري ـ ، جلستُ على الأرض مسندة ظهري على الحائط ، و دَويُّ كلمته يصم أذني : " عفاف المؤمنات " ، " عفاف المؤمنات " ، " عفاف المؤمنات "
اجتاحتني موجة بُكاء .. فَـ رُحتُ أبكي وأبكي .. ولا أقوى على فعلِ شيء سوى البكاء ، حتى غلبني النُّعاسُ فَغَفَوْتُ !
[/align]
يتبــ ع
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة فقط..إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغما عني ،
والأماكن التي لاتستطيع الأرض منحي إياها .
إنها الحب الذي بخلت به الدنيا.. والفرح الذي لاتتسع له الأرض .
إنها الوجوه التي أشتاقها، والوجوه التي حرمت منها .
إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود .
إنها استقبال الفرح و وداع المعاناة والحرمان..
|