خواطر "مجالس الصيف"
الحياة فقدت بريقها وملأ الزيف جوانبها وذبلت كل المعاني التي تضفي علي الحياة روعة وجمالا ، انظر حولك تري الغرائب والعجائب ،
فالطبيب الذي كان بلسما يداوي الجراح ويخفف الآلام أصبح جابيا همه قيمة الوصفة وزيادة العمولة ورفع الإيراد ! ناهيك عن ذاك الذي نسي المقص في بطن المريض أو قطعة قماش أو قطن وحدث عن البحر ولا حرج ،
والمعلم الذي كان قدوة يتمني كل تلامذته أن يكونوا مثله لما يرون منه من صلاح وتقي وخلق وحرص علي تربيتهم وتنشئتهم علي مكارم الأخلاق ومحاسن الفعال أصبح مجرد شاخص يأتي بلا عقل أو لب يسرد المنهج بلا روح ودون غاية أو هدف سوي أن يقال عنه ما شاء الله ختم المقرر في الوقت المحدد أما العلم والتربية فقل سلام ثم سلام ،
والواعظ ؟ وما أدراك ما الواعظ ؟؟ الذي كان يدل الناس علي الحق أصبح الآن يدلهم علي نفسه وكفي !
والأديب الذي كان ينثر درراً من القول والفن ترقية بالذوق العام ومساهمة في نشر الجمال والجلال وإفشاء للكلمة الطيبة الصادقة أصبح مجرد واصف للشهوات وسارد للشبهات لدغدغة مكامن الضعف والخور في النفس البشرية ، وقل مثل ذالك عن الشاعر والكاتب والفنان وهلم جراً ،
إنه زمن الزيف يا صديقي فتلمس لنفسك طريق الخلاص وخذ بوصية من علم وجرب :
وبالمهم المهم ابدأ لتدركه * وقدم النص والآراء فاتهم
دع عنك ما قاله العصري منتحلاً * وبالعتيق تمسك قط واعتصم .
منقول ..