وقال الإمام بدرُ الدِّين الزَّرْكشيُّ في "الإجابة لإيراد ما استدركتْه عائشةُ على الصحابة" - وهو يَتكلَّم في خصائصها ، رضي الله عنها - الأربعين ، قال: "والخامِسة - أي: مِن الخصائص -: نزول براءتِها منَ السماء بما نَسَبه إليها أهلُ الإفك في ستَّ عشرةَ آية متوالية ، وشَهِد لها بأنَّها من الطيِّبات ، ووعَدها بالمغفرةِ والرِّزق الكريم ، قال: والسادس: جَعله قُرآنًا يُتْلَى إلى يومِ القيامة ؛ أي: الآيات التي نزلَتْ في براءتِها.
وقال - في العاشرة -: وجوب محبَّتِها على كلِّ أحد ، ففي الصحيح: لمَّا جاءتْ فاطمة - رضي الله عنها - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى ، قال: ((فأَحبِّي هذه - يعني: عائشة)) ، وهذا الأمْرُ ظاهِرُه الوجوب.
وقال - في الحادية عشرة -: إنَّ مَن قذَفها فقَدْ كفَر ؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببراءتِها ، وقال - في الثانية عشرة -: مَن أنْكَر كونَ أبيها أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق - رضي الله عنه - صحابيًّا كان كافرًا ، نصَّ عليه الشافعيُّ ، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40] ، ومُنكِر صُحْبةِ غير الصَّدِّيق يَكْفُر لتكذيبه التواتُر([1]). ؛ انتهى مختصرًا.
([1])الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة؛ للزركشي. أمنا عائشة ( زهرة الإسلام وقلعة الطهر والعفاف ) ( ص 48 )
تأليف / أحمد أبو وائل أكرم أيمن عمير