. . التقوى كلمة جامعة لفعل المأمورات وترك المنهيات التقوى سلاح قوي يحارب به المرء شيطانه وهواه عند كل عمل يعمله.. والتقوى في اللغة اتخاذ الوقاية من كل ما يخاف منه. والتقوى كلمة جامعة لفعل المأمورات وترك المنهيات فهي شاملة لأصول الدين وفروعه. وحقيقتها متوقفة على العلم لأن الجاهل لا يدرى كيف يتقى ولا أي شيء يتقى وبذلك تظهر فضيلة العلم كما ورد في الصحيحين عن معاوية ؟ رضي الله عنه ؟ عن النبي أنه قال: « من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» . وقد روى عن أبى ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله قال « اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» . ولبيان معنى هذا الحديث لما يتضمن من دستور وتوجيهات اجتماعية وتوضيح لسبيل السعادة ؟ نوضح أنه حيثما كانت كلمة تدل على تعميم الأمكنة ويفهم منها تعميم الأحوال أي في أي مكان وعلى أية حال وكلمة حيث ظرف مكان زيدت فيها ما لإفادة التعميم ، وكان تامة .. أي اتق الله في أي مكان وجدت فيه . وجملة ( اتق الله حيثما كنت) من جوامع كلمهِ لأنها تشير إلى مقام الصديقين الذين امتلأت قلوبهم بذكر الله تعالى فأفئدتهم منه وجلة وأعضائهم خاشعة (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب). (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) أي إذا ارتكبت سيئة فعليك أن تتبعها بحسنة فإنها تكون سبباً لمحوها من صحف الملائكة كما تزيل أثرها من القلب .. وذكر هذه الجملة بعد الأمر بالتقوى ليتدارك المؤمن ما يفرط منه فتكمل تقواه. والسيئة إن كانت من الصغائر يمحوها الوضوء والمشي إلى المسجد والصلوات الخمس والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار وما إلى ذلك كما يمحوها اجتناب الكبائر قال تعالى : (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً). وإن كانت من الكبائر تمحوها التوبة النصوح ( وشروط التوبة الندم على فعل الذنب والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه). وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن من الأعمال ما يفكر الكبائر كالحج المبرور والجهاد وإنما كانت الحسنة تمحو السيئة لأن الشيء يزول بضده وكان مقتضى ذلك أن الحسنات تمحوها السيئات إلا أن فضل الله عظيم ومن هذا الفضل أن السيئة لا تمحو الحسنة ما دام العبد مؤمناً. وأما حديث « إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» فمعناه أن المحسود يأخذ من حسنات الحاسد كثيراً حتى يذهب بها. « وخالق الناس بخلق حسن» الخلق بضم اللام الطبع والسجية وهو في العرف (صفة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بسهولة من غير سابق التفكير ) فإن كانت الأفعال الصادرة عنها محمودة عقلاً وشرعاً سميت خلقاً سيئاً. فالمراد (عامل الناس بما يقتضيه الخلق الحسن) وهي الأعمال المحمودة عقلاً وشرعاً ويجمع ذلك طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل المعروف والعفو عن الصغائر من غير عتاب ولا لوم وقبول العذر إذا صدر ممن أخطأ ويشير إلى ذلك حديث الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي «أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك». . . لأرواحكنّ الطاهره
- - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -