مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) منذ /03-11-2009, 06:17 PM   #1

الهمة العالية
وردة مُتفتحة
 
صورة الهمة العالية الرمزية

الهمة العالية غير متصل


 عضويتي : 805
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Mar 2009
 مكاني : السعودية
 مشاركاتي : 144
 التقييم : الهمة العالية لازالتْ في بِداية الطــريق ْ... حَفظهاَ الــبَاريْ ورَعاهاَ ~
آخر تواجد: 02-10-2011 01:04 AM
الافتراضي ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ...)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بســــم الله الرحمــــن الرحــــيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




( قُـلْ يَاعِبَـادِيَ الَّذِيــنَ أَسْــرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِــمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُـورُ الرَّحِيــمُ ، وَأَنِيبُــوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْــلِ أَن يَأْتِيَكُـــمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ،وَاتَّبِعـُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ، أَن تَقُولَ نَفْـسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَــرَّطـــتُ فِي جَنــبِ اللَّهِ وَإِن كُنـتُ لَمِـــنَ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْـتُ منَ الْمُتَّقِينَ ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَــوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُـونَ مِنَ الْمُحْسِـنِـينَ ، بَلَى قَدْ جَـاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَـذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَم مِنَ الْكَافِرِينَ )

سورة الزمر .يخبر تعالى عباده المسرفيـن بسعة كـرمه ، و
يحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال ( قُلْ ) يا أيهــا الرســـول ومـن قام مقامه من
الدعـاة لديـن اللّه ، مخـبرا للعبـاد عــن ربهم
( يَا عِبَـــادِيَ الَّذِيـــنَ أَسْـرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ )
باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهـــم من الذنوب والسعي في مساخط علام الغيوب .


( لَا تَقْنَطُـوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) أي: لا تيــأسـوا منهـا فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وتقولوا قد كثـرت ذنوبنا وتراكمـت عــيوبنـا فليــس لها
طريق يزيلها ولا سبيــل يصــرفها ، فتبقـون
بسبب ذلك مصرين على العصيان ، متزودين ما يغضــب عليكم الرحمن ولكن اعرفوا ربكم



بأسمـائه الدالة على كرمه وجوده ، واعلموا أنه يغفـر الذنوب جميــعا من الشرك والقتــل
والزنا والربا والظـلم وغيــر ذلك من الذنوب الكبـار والصـغار . ( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
أي: وصـفه المغفــرة والرحمــة ، وصـفــان
لازمان ذاتيان ،لا تنفك ذاته عنهما ولم تزل
آثارهما سارية في الوجود ، مالئة للموجود تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالـي النعم على العباد والفواضل في السر


والجهار ، والعطاء أحــب إليــه من المنــع، والرحمـة سبقت الغضـب وغلبــته ، ولكــن

لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد ،فقد أغلق على نفسه باب الرحمة
والمغفرة ،أعظمها وأجلها ، بل لا سبب لها غـيره ، الإنابــة إلــى اللّه تعــالى بالتــوبــة
النصــــوح ، والدعــاء والتضــرع والتـــأله
والتعبـد ، فهلم إلـى هــذا السبب الأجـل ، والطــريق الأعظم . ولهذا أمر تعالى بالإنابة


إليــه، والمبادرة إليهــــا فقال ( وَأَنِيبُوا إِلَى ربِّكُمْ ) بقلوبكم ( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم، إذا أفـردت الإنابة ، دخلــت فيــها أعمـــــال
الجــوارح ، وإذا جمع بينهما ، كما في هذا
الموضع ، كان المعنى ما ذكرنا. وفي قوله
( إِلَى رَبِّكُـمْ وَأَسْلِمُـــــوا لَهُ ) دليـــل عـــلى الإخلاص وأنه من دون إخــلاص لا تفـــيد


الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا .
( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ) مجيــئا لا يـــدفـــع ( ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) فكأنه قيـل : ما هـــي الإنابة
والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟ فأجاب
تعالى بقوله( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم ) مما أمركم من الأعمال الباطنة


كمحـبة اللّه وخشــيته وخــوفه ورجــائه،
والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم ،وترك ما يضـاد ذلك . ومــن الأعمــال الظــاهرة
كالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة
وأنواع الإحسان ونحو ذلك ، مما أمر اللّه به ، وهو أحسن ما أنزل إلينـــا من ربنا ،
فالمتبـع لأوامــر ربــه فـــي هــذه الأمــور ونحوها هو المنيب المسلم ، ( مِّن قَبْلِ أَن


يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )وكل
هــذا حـثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصــة. ثـم حـذرهم ( أَن ) يستمروا على غفلتهـم،
حتى يأتيهم يوم يـنــدمــون فيه ، ولا تنفع النـدامة . و ( تَقُـولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عـلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ) أي: فـي جـــانب
حقـه. ( وَإِن كُنـــتُ ) فــي الدنــيـــا ( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) في إتيان الجزاء ، حتى رأيته


عيـانا . ( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِـنَ الْمُتَّقِينَ ) و"لو" في هذا الموضـــــع
للتمني ، أي : ليــت أن اللّه هدانـي فأكون
متقــيا له فأسلــم مــن العقــاب وأستحــق
الثواب ، وليست "لو" هنا شرطية ، لأنها لو كانت شرطية،لكانوا محتجين بالقضاء
والقدر على ضلالهم ، وهو حجـــة باطلة، ويوم القيامة تضمحــل كــل حجــة باطلة.


( أَوْ تَقُـولَ حِيــنَ تَرَى الْعَـــذَابَ ) وتجــزم وروده ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً ) أي : رجعة إلى
الدنيا لكنــت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) قال تعالى
إن ذلك غيـر ممكن ولا مفيـــد ، وإن هذه أماني باطلة لا حقيــقة لها ، إذ لا يتجــدد


للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول. ( بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي ) الدالة دلالة لا يمتـــرى
فيها على الحق ( فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ)
عـن اتباعها ( وَكُنــتَ مِـــنَ الْكَافِـــرِينَ )
فســؤال الــرد إلــى الدنــيا ، نوع عبث،
( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُــمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام28

الكـتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام

المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



















 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -