:: ملتقى فتيات الإسلام ::

:: ملتقى فتيات الإسلام :: (http://www.islamgirls.net/vb/index.php)
-   ♥ رِيَآضُ اَلْصَّآلِحَآت ♥ (http://www.islamgirls.net/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مسابقة مكتبة شموع (http://www.islamgirls.net/vb/showthread.php?t=7200)

الأمل القادم 01-01-2012 01:26 AM

مسابقة مكتبة شموع
 


http://www.islamgirls.net/vb/up/1190_01325517272.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركآته


نشكر إدارة ملتقى فتيات الإسلام على سماحها لنا بطرح موضوعنا هذا والذي نودّ مِن خلاله الإشارة إلى مكتبة
تهتمّ بأقلام أخواتنا الغاليات الدعويَّة ،، (مِن هُنا رابط المكتبة) وفي هذا الموضوع ندعوكِ يا صاحبة القلم الدعويّ بمشاركتنا
في نشر مقالاتك الدعويَّة ويا مَن ترغبين أجر الدلالة على الخيـر ندعوكِ لمشاركتنا في (القِسم الخاص بالمكتبة تجدينه هنا)
بطرح مواضيع قرأتيها لإحدى أخواتنا الداعيات واستفدتي منها لِكَي يتمّ نقلها بإذن الله إلى المكتبة ، المجال للمشاركة
مفتوح للجميع ولا يجب تسجيل عضويّة في ذلك المنتدى بل يمكنك كتابة مشاركتك كـ ردّ في المواضيع المطروحة يا ابنت الكِرام ،
وإن شاء الله تعالى تكون مكتبة شموع الداعيات مكاناً يحتوي كلّ قلم دعوي نسائي


جزاكُنَّ الله خيـر الجزآء
وجعلنا وإيَّاكُنَّ نافعاتٍ منتفعات

خمائل 01-02-2012 05:49 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
بوركت جهودكن أخواتنا ونفع الله بكن، وجعلكن من أهله وأهل دينه..

مشاركتنا هذه معكن تاج فخر به، وما أروعها من فرص نتسابق بها إلى الدعوة إلى الله..

ولتميز هذا المشروع،، رأيت أن نضع مسابقة في ملتقانا للمشاركة فيه لإثرائه..
وللمتميزات.. هدايا متميزة ^_^

جمال الروووح 01-02-2012 05:59 PM

جزاكُنَّ الله خيـر الجزآء
وجعلنا وإيَّاكُنَّ نافعاتٍ منتفعات


وفقكن الله ياحبه

رآغبہ آلفردوس★! 01-02-2012 06:12 PM

طيب اذا وحدة شاركت

تقول شو نكها و الرابط مال مشاركتها؟؟

:يبتسم:

خمائل 01-02-2012 06:35 PM

فقط ضعي مشاركتكِ هنا كاملة.. ورابط المصدر الذي أخذتِها منه..
:ورد:

رآغبہ آلفردوس★! 01-02-2012 06:41 PM

طيب انا اريد اكتب :لوحدي قلب:

الأمل القادم 01-03-2012 02:19 PM

جزاك الله خير أختي خمائل الزهر على جهودك معنا

غاليتي راغبة الفردوس المكتبة لمواضيعكن اللي تكتب بأقلامكن

ونسعد بأن تكتبي بقلمك وتشاركينا..

иσяα 01-03-2012 07:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله ..

مسابقة رائعة و تثير مواهب الكتابة و بنفس الوقت دعوية

لكن عندي استفسار :

انا ما عندي هالموهبة لكن عندي مواضيع و مقالات لداعيات
فهل اضعها في رابط الموقع اعلاه ؟! .. و هل هذا هو المقصود من الموضوع ؟!

و كل الشكر و ال دعوات لكم ..

خولة 01-03-2012 11:46 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الله , جهود طيبة مباركة ..
أسأل الله أن يجيزكن خير الجزاء وأن يتقبل منكن ,

موفقات ومسددات (f)

الأمل القادم 01-04-2012 11:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها иσяα (المشاركة رقم 70051)
السلام عليكم ورحمة الله ..

مسابقة رائعة و تثير مواهب الكتابة و بنفس الوقت دعوية

لكن عندي استفسار :

انا ما عندي هالموهبة لكن عندي مواضيع و مقالات لداعيات
فهل اضعها في رابط الموقع اعلاه ؟! .. و هل هذا هو المقصود من الموضوع ؟!

و كل الشكر و ال دعوات لكم ..


ياغالية ضعي الروابط اللي عندك

بارك الله فيك

♥| فَتاة|♥ 01-04-2012 11:37 PM

راغبة الفردوس


اخر مشاركة انتي و لا وحدة نفس المعرف ؟!

http://www.medrar.net/vb/showthread....5093#post15093

خمائل 01-08-2012 10:10 PM

أخواتي.. تذكرن أننا جعلنا للموضوع مسابقة.. وللاشتراك فيها ضعي مشاركتكِ هنا..
نرحب طبعاً أن تشاركي مباشرة في المنتديات القائمة على المشروع ولكن مشاركتكِ لا تشملها المسابقة المقامة في ملتقانا..
وللعلم.. الأولوية في المراكز الفائزة هي لمن تكتب بقلمها ثم لمن تضع المشاركة كاملة [مسألة نسخ ولصق فقط] + الرابط المصدر..
ولا تنسي أن تحددي إذا كانت مشاركتكِ بقلمك أو منقولة :ورد:

الأمل القادم 01-10-2012 01:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها خمائل الزهر (المشاركة رقم 70389)
أخواتي.. تذكرن أننا جعلنا للموضوع مسابقة.. وللاشتراك فيها ضعي مشاركتكِ هنا..
نرحب طبعاً أن تشاركي مباشرة في المنتديات القائمة على المشروع ولكن مشاركتكِ لا تشملها المسابقة المقامة في ملتقانا..
وللعلم.. الأولوية في المراكز الفائزة هي لمن تكتب بقلمها ثم لمن تضع المشاركة كاملة [مسألة نسخ ولصق فقط] + الرابط المصدر..
ولا تنسي أن تحددي إذا كانت مشاركتكِ بقلمك أو منقولة :ورد:


نعم كلامك صحيح أختي خمائل الزهر


نتمنى أن نجد تفاعل بالمسابقة

ونرى إبداع أقلامكن ياغاليات

نسمات عابرة 01-10-2012 09:54 AM

بإذن الله تعالى :قلب:
انتظرونا بعد الاختبارات ^_^

خمائل 01-19-2012 09:00 PM

وهاقد انتهت الاختبارات بفضل الله ..
بانتظار الهمم العالية :ورد:

иσяα 01-20-2012 04:45 AM

" بسم الله الرحمن الرحيم "

مشاركتي في مسابقة مكتبة شموع ,
لقلم المبدعة / شيماء علي "







حقيقة الحياة الدنيا!!


شيماء علي عبد ربه

نحن جميعا منغمسون في هذه الحياه , غارقون الي انوفنا في كل ما فيها .. صبح مساء .. اهل .. مال .. نساء .. اولاد .. فتن .. منصب .. اصدقاء .. ترفيه .. فسح .. تسليه .. تلفاز و فيديو .. دش .. موبايل .. كومبيوتر و انترنت .. كتب .. مجلات .... هوايات .. رياضات .. دراسه .. عمل .. مظهر .. سياره .. ملبس .. تجميل .. منافسات .. مشاحنات .. صلح .. ود .. اعجاب و حب و غرام .. صحوبيات .. .معاكسات .. دوشه .. زحام .. .تلوث .. سياسه .. اقتصاد .. علوم .. فنون و اداب .. مشاكل من كل نوع و لون .. ظلم و قهر و استبداد .. احلام و رؤي و طموحات .. .احباطات .. طمع .. جشع .. حسد .. غيبه .. نميمه .. نقد .. غرور .. عصبيه .. عراك .. .قتل ..اغتصاب .. .اعدام .. اسري .. .قتلي .. جرحي .. مرضي .. يتامي .. ارهاب .. اضطهاد .. عولمه .. انفتاح .. حريه .. ديمقراطيه .. تحضر .. تمدن .. استقلال .. اعلام و غيرها و غيرها من الاشياء و المسميات و المشاغل تتزاحم داخلنا و محاوله فهم ما يجري و ماذا نريد و من نحن و كيف تكون افضل و كيف نصل للسعاده و كيف نرضي الله عنا و نرضي عن انفسنا و يرضي عنا الناس؟
الحقيقه اننا يوما لن نرضي لا الناس و لا انفسنا.لانه مهما فعلنا فديما سنجد فينا نواقص و سيجد الناس فينا عيوب و نقائص كثيره.
و مهما حاولنا ان نفهم الحياه و ان نوازن كل هذا الضجيج فلن نستطيع و لن نستطيع ان نرضي كل الاطراف و لا ان نخلق توازنا مثاليا مثلما نأمل.
الحياه صعبه و معقده و غير مفهومه.و حلم السعاده المثاليه غير ممكن و غير متحقق.لانه حتي لو اوتينا كل النعم فنحن مبتلون.اما في ديننا او في صحتنا او في اهلنا او في مالنا او او او.
نقول و نتكلم و نحلم و نحقق في النهايه اقل من ربع ذلك كله.مقصرون؟بلا أدني شك!!
و لكن هل نملك ان نصلح يومنا هذا لانه ربما لن يكون هناك غد.
هل نملك ان نوقف الصراخ و الضجيج و الزحام و التلوث و الفتن و الاحقاد و العمل و و و لنصلح انفسنا و حياتنا و ما حولنا,لنكون اكثر ايجابيه .... اكثر فعاليه .... اكثر نفعا لانفسنا و للمجتمع .... اكثر بذلا في الدين و في الحق .... ان نترك الباطل بكل ما فيه .... ان نتجنب كل الشهوات و الشبهات مهما كانت .... ان نصلح كل شئ و اي شئ؟
هل نملك ذلك؟؟
ببساطه اقول لنفسي قبلكم .... كم مره جلست و سمعت و انت في منزلك ترتعد خائفا صوت البرق و الرعد يخرقون اذنك و يزلزلون جدران الغرف??كم مره سرت في جنازه او بقرب المدافن و رأيت ما سيكون منتهاك؟؟كم مره رأيت عزيزا لك يموت؟؟كم مره لسعت او حرق فيك جزء بسيط امام نار الموقد و ألمك كثيرا جدا؟كم مره مرضت بمرض بسيط او حدث لك حادث فأحسست بمنتهي البساطه انك اضعف مليون مره مما كنت تتخيل؟؟كم مره سمعت عن عذاب النار و عذاب القبر و يوم المحشر؟؟كم مره عاقبك الله بذنوبك و لم تتعظ؟
ان لم تتذكر كل هذا اخي الكريم و اختي الكريمه .... فانصحك و نفسي و كل من يقرا ان تجعل لك موعدا كل شهر علي الاقل تذهب فيه لتضع نفسك في احد هذه المواقف لاننا لن نتعظ الا بها
أذهب للمقبره و ادخل فيها او حتي انظر لها من الخارج .... طالع جثث القتلي المنتشره في وسائل الاعلام و تفكر ماذا يفعلون الان؟و هل الي نار ام جنه ذهبوا؟تخيل لو اننا نسمع صراخ و عذاب الموتي فكيف كان يكون حالنا؟؟تخيل كيف ان نار الدنيا هي مجرد جزء بسيط و تافه مما عليه نار جهنم عافاني الله و أياكم منها.
و بعدها اخي الكريم .... اختي الكريمه .... هل تستحق لذه المتع الذائله من موسيقي و افلام و مسلسلات و اغاني و اظهار مفاتن و اختلاط و سرقه و قتل و مال و منصب و نساء و معاكسات و زني و لواط و سهر و عدم تحجب عن الرجال و انصراف عن الطاعات و و و ,هل يستحق اي من هذا ان اواجه او تواجه انت او هي كل هذا العذاب الذي نستشعره فقط في هذه المواقف ان كان يستحق .... فلنستمر علي ما نحن عليه .... و الا فلننتهي قبل فوات الاوان.
هداني الله و اياكم لكل خير و صلاح و هدي




خمائل 01-20-2012 08:18 AM

قلم مبارك... طيب الله قلبك..

نسمات عابرة 01-20-2012 09:23 PM

تمنيت أن تكون مشاركتي من كتابتي لكن للأسف قلمي جف حبره http://www.islamgirls.net/vb/up/460_01287092947.gif
نقلت لكم مقالة من أجمل ما قرأت جزى الله الكاتبة خير الجزاء ووفقها وبارك في قلمها :قلب:

المقالة من كتابة الأستاذة : ندى عبد العزيز محمد اليوسفي
بعنوان : ما خلف كواليس.. أكاديمية إبليس..!!


عادَت وكانت مختفية ثلاثة أيام، أخذت تتحدث بانتشاء عن رحلتها، وحضورها العرض الأخير لشيطان أكاديمي، تحدثت عن كيف جُهّزَ الأستوديو للتصوير، وكيف أُجلِسوا، وماذا لبست، وغير ذلك مما دار خلف الكواليس و خفي على صديقاتها متابعات أكاديمية إبليس..!!!!

وبين ارتفاع الأصوات بعبارات التهنئة على هذا الشرف الذي نالته، وليس بعده شرف، كان ذلك الاستقبال الأسطوري، للبطل الصنديد، والمجاهد الرعديد، في صالة التشريفات، وبمائة ألف أو يزيدون، بالأحضان والورود والدموع، ويهتف الأب بفرح: (أحمد الله فقد مثَّلَ ابني بلدهُ خير تمثيل)..!!!!، ويقول البطل بسعادة: (أحمد الله فقد كفّيت و وفّيت)..!!!!

أُتابِع هذه المواقف وأقرأ عن ذلك الاستقبال الأسطوري؛ وصوتُ الرّائي ينخر أُذني، لم يتنبّه إليه أحد وسط ضجّة الاستقبال والاحتفال، يتلو نشرة الأخبار، يعلن أن الأمة تُذبح من الوريد إلى الوريد، ويقرأ بياناً تلو بيان عن منازل تهدّم، ودماءٍ تسيل، ومُقْعَدٍ يُذبَح، وعقولٍ تُوأَد، وعِفّةٍ تُنحَر..!!!!

انتهى البرنامج كما انتهى سابقه سيء الذكر، سوبر شيطان، ونصّب كما نصّب ومازال ينصّب غيره؛ أبطال الأمة وشجعانها، من صمدوا و جاهدوا وصبروا على كل ما لاقوا، من أول التصفيات حتى النهائي، بكل بسالة، ووقفت الجماهير العربية والمسلمة خلفهم، تعاضدهم برسائل الجوال، والاتصالات، وأعمدة الصحف، والإعلانات، والدموع، بل والدعاء..!!!!

لم يمر على الأمة الإسلامية زمانٌ كهذا الزمان، ولا فتنٌ كهذه الفتن، ولا محنٌ ومصائب كالتي نرى ونسمع، اشتدّت عليها الهجمة، وأغار عليها العدو، واستوطن بقاعها، برّاً وجوّاً وبحراً بل وقلباً وفكراً..!!!!

ظلماتٌ بعضها فوق بعض، كلما انقضت طامة من الطوام جاء ما هو أشد منها ألماً و خطراً وانفتاحاً وتحرراً وتغريباً وتمييعاً للدين..!!!!

الإعلام، أداة العدو المتربّص، الأداة التي فُعّلَت واستُخدمَت للنفوذ للأقطار التي لم يَتَسنّى احتلالها عسكرياً للآن، إعلام وُجّه أصلاً لإعدام شباب هذه الملّة، بعد أن فشلت كل الطرق؛ احتلوا العقول والعيون والقلوب والألسن احتلالاً أعظم من ألف ألف احتلالٍ عسكري، وأكثر عملاً و تدميراً وإيلاماً، والله المستعان..!!!!

الإعلام، أصبح أخبث ما يكون، يتابع بدقّة أدقّ الدقائق في حياة أقل القوم وأوضعهم في ميزان الأخلاق والعطاء، تُضخَّم صورهم وأخبارهم وخلافاتهم وانجازاتهم وحتى أفضل مآكلهم و مشاربهم، يصوّرون على أنهم الصورة المثالية للحياةِ النموذجية..!!!!

الإعلام، أخذ بكل خُبث ينظّم الحوارات والبرامج المصفوفة والمزينة والمنقوشة بكل دعوى إلى الخروج على المجتمع و أعرافه البائدة، وكأن الدين عُرفٌ أكل عليه الدهر وشرب، وتراث مكانه المعارض والمهرجانات وقصص الجدّات..!!!!

وإن لم يكن هذا ولا ذاك، فأخبث ما صنع على الإطلاق، رفع أهل البدعة، وتقديمهم للجمهور، على أنهم الرحمة المهداة، وأصحاب المنهَج الحق، ونشر خزعبلاتهم وعرض طوامهم ومشادّاتهم..!!!!

تعذّر من تعذّر أن متابعة الأخبار، والأحداث أولاً بأول، هي ما تلتَفِت إليه أنفسهم، وأنهم لا يولون اهتماماً بما عدى ذلك، وما رأيتُ حجّة أعجب من هذه، فهل نحنُ صنّاع قرار حتى تحمل النفس همَّ متابعة الخبر لحظة بلحظة..؟!!، وهل نملك أن نغيّر من الحال شيء؟!!، وهل ملك صنّاع القرار أنفسهم تغيير شيء..؟!!، وكيف تحتمل النفس مشاهدة مناظر القهر والإبادة ليل نهار..؟!!، وكيف يهنأ لها نومٌ وعيش مع ضعف الحيلة وتقطّع الأسباب دون الوسيلة..؟!!

أما الفتاة فهل تتابع الأخبار..؟!!، أم آخر التحليلات السياسية..؟!!، أم في أحسن الأحوال تتابع برنامجاً عن الإعجاز العلمي و خفايا الطب..؟!!!!، إنها تتسمّر أمام 500 قناة في غرفة مغلقة، تتقلب بين هذه القمامة وتلك، تراقب تمايل هذه، وتقبيل ذاك، وتراقُص تلك..!!!!، ويمضي بها الوقت، وتحتار ماذا تصنع بهذه النفس، تخرج إلى الأسواق وتغوص في بحار النت، تبحث عن قشة تتعلق بها، تُنَفِّس عمّا في النّفس..!!!!

لست ألوم العدو المتربّص، ولا أمتدح ذكاؤه ومعرفته من أين تُؤكَل الكتف؛ وإنما ألوم من جعل من نفسهم إناءً بل قمامة تستقبل كلما هبّ ودب، ألوم من جلب هذا البلاء لنفسه وداره، ويستصرخ اليوم: وااااامُنقِذاه..!!!!

قبل سنوات كان أئمة المساجد والعلماء يستصرخون، ينادون، يحذرون، من هذه الأطباق الفضائية، ولاقت الدعوى حينها تسفيهاً من البعض واستخفافا، واليوم هم من يدفع الثمن بشهادتهم، فأطفال الأمس، أصبحوا كباراً اليوم، و ضاعت القيم، وتثبطت الهمم، وشُغِلَ فراغُهم بالعفن و مُلِئَت بطونهم من النّهَم..!!!!

لن يغفر الجيل الجديد أبداً لمن عطّل قدراته، وشغل تفكيره، وأضاع أوقاته، ولكن عندما يستيقظ من سكرته ويتنبّه لحاضره ويعرف عدوّه..!!!!، وحتى ذلك الحين فبين بعض أبناء الأمة والوعي بالعدو الفضائي مسافات، خاصة مع تخفّيه، وتكلمه بألسنتنا ودعمه مادياً ومعنوياً من قِبَلِ بعض بني جلدتنا، وإلباسه الباطل النّتِن لباس الحقّ الفاتن..!!!!

ولن ينفع مع هذه الأداة الإعلامية القوية، والتي سخرت كل شيء لخدمة أهدافها، وإعادة صياغة جيل أمة الإسلام بشكلٍ يَسهُل معه استيطان عقولهم وأفئدتهم قبل أراضيهم؛ إلا أداة إعلامية قوية أخرى موجّهة ومضادّة لهذه الهجمة الشرسة، تكتسحهم اكتساحاً، وتبعثر أوراقهم، وتكشف خططهم، وتفضح عداءهم..!!!!

لكن للأسف، وبما أننا أمة صادق القول، وعظيم الفعل، فما إن خرجت مؤسسة إعلامية هادفة موجّهة دعوياً وإسلامياً، تفعل ما تستطيع لاستقطاب الإبداعات الإعدادية والإخراجية و عباقرة صنّاع الإعلام الهادف، حتى تناولتها فئةٌ بالهجوم والتبديع..!!!!، في وقتٍ هي أحوج ما تكون فيه للدعم المعنوي والمادي..!!!!، واستكثر البعض عليها ريالاً ونصف في اليوم يدعم مسيرتها، ويعزّز جهودها، ويعينها على مزاحمة ما مُليء بهِ الفضاء من عَفَن..!!!!، منتظرين أن تمدّ لها إعلانات الشامبو الماجنة والفوط النسائية المقزّزة يد الدعم والمؤازرة..!!!!!

بيدنا أن نصنع أعظم أداة إعلامية نقية هادفة، بيدنا أن نخرج لمخاطبة العالم أجمع بصورة إعلامية جميلة، متوازنة، سليمة المنهج، إسلامية التوجّه، ولكن متى ما اتّحدت الجهود و خَلُصت لله النيات، و ربّينا النفوس على الصبر، وتوكّلنا على الله، ( ولن يَتِرَكُم أعمالكم)..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا وحّدنا الخطاب الدعوي، و نسينا حظوظ النفس، و تسامينا عن الخلافات الشخصية، والمشادّات الكلامية، والهجوم والأخذ والردّ الذي ما ضرّ إلا خطابنا الدعوي، وطعنهُ في الصميم، حينما انشغل به البعض عن العمل الجادّ لهذا الدين، واهتزت بذلك صورته عند البعض، والله المستعان..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا تولّى الإشراف على هذا الخطاب الإعلامي خيارنا، من العلماء وأصحاب الفضيلة وطلاّب العلم، والدعاة، ومن عُرِف عنه صحة التوجّه، وسلامة المنهج، وصفاء العقيدة، مما يُكسب الخطاب المصداقية والقوّة..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا وثقنا بقدراتنا ونمّينا في دواخلنا عزّة المسلم التي تدفعه لكل محمَدة، وتسمو به إلى آفاق العزّة، و تحملهُ على كل برٍّ وخير، واستغلال كل طاقاته في نشر كل فضيلة ومحاربة كل شرٍّ ورذيلة، بخطابٍ مدروس ومنطلقاتٍ ثابتة، وتوجّهات سليمة، وعقيدة صافية..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا تحمّلنا في ذات الله ما نلاقي، وصبرنا، ولم نستعجِل الثمرة، وتقبّلنا النقد مهما كان، وتعاملنا مع بإيجابية، تدفع العمل الإعلامي الإسلامي نحو الأمام..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا قيّمنا أنفسنا، وقوّمنا معوجّها، و حاولنا أن نصل بها لأعلى مراتب الكمال كما أراد لنا هذا الدين، وكنّا قدوةً في أنفسنا وتعاملنا وأخلاقنا وسمتنا وعطائنا، تنطق إنجازاتنا، وينطق خطابنا بعظمة ومحاسن هذا الدين، بكل واقعية، بكل شفافية، بكل إبداع، و عطاء، لا ينتظر شكراً من أحد؛ إلا من الواحد الأحد..!!!!

سنُفلِح بإذن الله إذا أدرك صاحب القناة الفضائية الإسلامية والمجلة الإسلامية والكتاب الإسلامي والكاتب الإسلامي والشريط الإسلامي والمؤسسة الإسلامية جميعهم أنهم على ثغرٍ واحد، تتعاضد جهودهم، و يتعاون أخيارهم، ويبحثون عن كل وسيلة لتطوير طريقة عرضهم، و ملاحقة الإبداع أنّى كان ليخدم توجّههم وخطابهم، بما ليس فيه تمييع الدين ولا ما ينتظره المتربصون من سَقْط القول وخطأ الأسلوب و الوسيلة..!!!!

هاهم يعلنون عن عرض شيطان أكاديمي إكسترا..!!!!، والجماهير الإسلامية ما بين شاجبٍ ومستنكر و آخر بفرحٍ وحماسٍ مُترَقّب، وتستمر الحرب الإعلامية، و تطيب النفس برؤية بعض أبناء الأمة المخلصين وسط هذا الغثاء، بإخلاص وتفانٍ يعملون، وعن الإبداع في الطرح يبحثون، وفي القلوب النقيّة لفسائلهم الطيبة يغرسون، ببطء يسيرون، لكن على درب العزة هم سائرون، وبالحكمة والموعظة الحسنة العالمَ يُخاطبون، للنقد بصدورٍ رحبةٍ متقبّلون، أقول لهم: لا تحزنوا، الله معكم ولن يَتِرَكُم أعمالكم، أمّا الظالمون فسيعلمون أيّ منقلبٍ ينقلبون..!!!!

المصدر : http://www.saaid.net/arabic/ar165.htm

خلــود 01-21-2012 12:02 AM

مسابقه رائعه

بس ممكن اسأل هل المقال اللي بنكتبه له شروط معينه

مثلا عدد السطور او غيره .. وبسس

يعطيك العافيه

ودي ~

خمائل 01-29-2012 07:52 PM

لا يا غالية لا شروط أبدا..
مقال دعوي فحسب.. وحددي إن كان بقلمك أم منقولا ومصدر النقل...

بارك ربي فيك..

خمائل 01-29-2012 07:53 PM

نسمات عابرة...
مقال جدا مؤثر ومتميز
أسأل الله أن ينفع به ويجزيك خير الجزاء..

خمائل 03-31-2012 04:50 PM

تأملات في سير القدوات


بقلم/ أ. نايف اليحيى .


بعد غزوة حُنَين قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنيمة بين أصحابه؛ فقال رجل: (ما أراد محمد بهذا وجه الله) فانطلق ابن مسعود رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك؛ فتمعَّر وجهه الشريف وقال: (رحم الله موسى قد أُوذِي بأكثرَ من هذا فصبر) حديث صحيح؛ فما الذي أوذي به موسى عليه السلام حتى تعزَّى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم به في مثل هذا الموقف من بين سائر الأنبياء؟

تأملتُ هذا في حاله عليه السلام مع قومه, وما قص الله عز وجل علينا في كتابه من خبره فوجدت أمراً انفرد به في ظهوره وتجلِّيه عن إخوانه من الأنبياء عليهم السلام, وله ارتباط بالخبر الذي افتتحتُ مقالتي به، وكثيراً ما عانى من هذا الأمر الدعاة والمربون والسائرون على خطى الإصلاح للمجتمع والأمة، وكان عائقاً لبعضهم عن مواصلة السير أو مُضْعِفاً له.

إذا كنا نتفق على أن تجاهل الجميل ونسيان الإنعام صعب وشاق على من وقع في حقه؛ فكيف إذا كان أسوأ من ذلك؛ بمقابلة الإحسان بالإساءة والعدوان، والكرم باللؤم والدناءة؟ لأن النفوس كثيراً ما تتعلق بالمكافأة العاجلة والثناء الحاضر، وتحبُّ تثمين الجهد الذي قامت به ونصبت من أجله، وهذا حق ,وواجب للمحسن ليُكافَأ مقابل إحسانه, ولكن هذا غالباً لا يتأتَّى، ولا يُنَال في عتبات الإصلاح، ولا بد لمن أراد الثبات والترقي من قدواتٍ يستلهم من سِيَرهم ما يكون زاداً ووقوداً يقويه عند الضعف، ويدفعه عند التباطؤ.

ولعلِّي أعرض طَرَفاً من حال الكليم عليه السلام ثم نعرِّج على بعض ما فيها من الدروس والعبر, ويصور هذا العناءَ موسى عليه السلام في اللقاء العلوي السماوي مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: (وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة) . [1]

تأمل معي حال بني إسرائيل قبل بعثة موسى عليه السلام وكيف وصفهم الله بأنهم: {الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ} [القصص٥] ,وفرعون {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [القصص٤]، ثم مع كل هذا الاستعباد والذل والمهانة، ينجيهم الله من كل ذلك على يدي موسى عليه السلام في آية باهرة وقدرة قاهرة، ويهلك عدوهم الطاغية، ثم لا تجف أقدامهم من البحر إلا وقد رفعوا حناجرهم عند رؤية أولئك الوثنيين قائلين في قوله تعالى: {اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف138]؛ فيالله ما أشد وأقسى وقع هذه الكلمة وهي تطرق سمع موسى عليه السلام مناقضة لأعظم المقاصد التي يحملها في دعوته ورسالته التي من أجلها قارع فرعون وقاومه، ومع ذلك لم يزد على أن قال: {إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ*إنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف138-139] ،ثم ذكَّرهم نعمةَ الله وفضلَه عليهم: {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأعراف140]؛ فحافظ على هدوئه، واستمر في منهجه، ولم تهن عزيمته.


ولم يقف الأمر عند هذا؛ فلم تمضِ إلا فترة يسيرة ويذهب بعدها لميعاد ربه، فيخبره الله تعالى: {قَالَ فَإنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه85]، فيرجع إليهم {غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه 86]، فهذه المرة لم يكتفوا بالقول؛ بل عبدوا العجل بالفعل ولم يراعوا وجود أخيه نبيِّ الله هارون الذي نهاهم وحذَّرهم، ولا التفتوا لتعاليم موسى عليه السلام الذي أرشدهم وعلَّمهم، وما أقاموا وزناً لحق ربهم جل وعلا الذي خلقهم وصوَّرهم.


ومع هذا الانتهاك الصَّارخ والاستهتار البالغ يعالج الأمر ويدرؤه، ويعظهم ويرهبهم، ثم يأتيهم بعد ذلك بالتوراة فيها حكم الله، قد كتبها الله إكراماً من لدنه وإنعاماً، فيأمرهم باتِّباع ما فيها فيأبَون ويمتنعون حتى يبيِّن لهم ما فيها من الأحكام؛ فإن كانت سهلةً قبلوها وإلا رفضوها، ولم يستجيبوا لِما فيها حتى رفع الله فوقهم الجبل عقوبةً: {وَإذْ نَتَقْنَا الْـجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف١٧١]؛ فيتوعدهم الله بإسقاط الجبل عليهم إن لم يقبلوا ويتوبوا، فسجدوا كرهاً وهم رافعو الجباه يرمقون الجبل خشية سقوطه عليهم. [2]


ثم لما سار بهم إلى الأرض المقدسة، يبشرهم بوعد الله لهم بفتحها مخاطباً إياهم: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة21]، لكنهم دفعوا وعد الله ورفضوا الدخول حتى يخرج الجبَّارون منها، وخاطبوا موسى بسفاهة وحمق: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة24]؛ فعاقبهم الله بالتيه.


وموسى عليه السلام على الرغم من كل ما سبق من رذالتهم وإساءتهم صابر لأمر ربه يدعوهم ويصلحهم، لم يسأم ويمل من طلب هدايتهم. ثم وهم في التيه يُنعِم الله عليهم بنعمة لم ينلها أهل المدن والحواضر، ويُنزِل عليهم المنَّ والسلوى، ومع هذا تزداد جرأتهم ووقاحتهم فيقولون: {لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ} [البقرة61]، ويقولون: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة٥٥]؛ أي: عياناً بأبصارهم [3]، فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون, بل وصل أذاهم له بلمزه بأنه (آدَر) {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}. [الأحزاب69]


وتُدرك موسى عليه السلام المنيَّةُ, وتحول دون أمنيته في دخول الأرض المقدسة، فيسأل الله أن يُدنيَه منها رمية بحجر، فاستجاب له ربُّه وحقَّق له سؤله فأدناه إلى حيث طلب . [4]


ولنا في قصَّة نبي الله موسى مع قومه, وما لقيه منهم من عنتٍ وسوء عبرٌ ووقفات:


1/ أن موسى عليه السلام لم ينل تلك المنزلة الرفيعة، بأن جعله الله من أولي العزم من الرسل إلا لعزيمته وصدقه مع الله، وصبره على أذى الخلق؛ لذا عفا اللـه عنه في حوادث عدة: أ/ كفَقئه عين ملك الموت، ب/ كسره الألواح، ج/ جرِّه رأس هارون أخيه وهو نبي، د/ عتابه لربه في ليلة الإسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه، (وربه تعالى يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه ويدللـه؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة ؛فكانت هذه الأمور "كالقطرة" في البحر). [5]

2/ أنَّ هذا طريق الأنبياء والمصلحين والدُّعاة؛ فكلما قوي حظ المؤمن من متابعتهم زاد نصيبه من البلاء والابتلاء، وما مضى من مواقف تَلحَظُ أن كلها إساءة من قِبَل الأتباع لا من الأعداء؛ ولذا عز وَقْعُها على موسى عليه السلام {غَضْبَانَ أَسِفًا}، ومثله: (تمعُّر وجه نبينا صلى الله عليه وسلم وتغيُّره) لما سمع مقولة الأنصاري، فأنت ترى ألمها وشدة أثرها عليه، ما لا تراه حين وُصِم صلى الله عليه وسلم بأشنع منها من المشركين بقولهم: (ساحر - كاهن - مجنون).

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً --- على المرءِ من وَقْعِ الحسامِ المهندِ

3/ في ترسُّم خطى الأنبياء عليهم السلام واقتفاء آثارهم، والاقتداء بهم، سلوة وعزاء لمن وقع في الابتلاء، ولابن بطال رحمه الله تعليق جميل على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) يقول فيه: (في تمعُّر وجه النبي - عليه السلام حين أُخبِر بقولة الأنصاري من الفقه: أن أهل الفضل والخير قد يعزُّ عليهم ما يقال فيهم من الباطل، ويكبر عليهم، فإن ذلك جبلَّة في البشر؛ إلا أن أهل الفضل يتلقون ذلك بالصبر الجميل اقتداءً بمن تقدمهم من المؤمنين، ألا ترى أن الرسول قد اقتدى في ذلك بصبر موسى) [6]، ويقول القشيري: (وأجرى تعالى سنَّته في كتابه أن يَذكُر قصَّة موسى عليه السلام في أكثر المواقع التي يذكر فيها حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، فيعقبه بذكر موسى عليه السلام) [7] ,ولعلَّ ذلك ليتعزى به ويسلو بما جرى له {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} . [هود120]

4/ على الرغم من كل هذا العناء والابتلاء، إلا أن المؤمن يرقب فجر الأجر، فيهون عليه في ذلك عبء التكليف، ومن عرف نور النهاية هانت عليه شدائد البداية، والنصر مع الصبر، وتأمل في حديث ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه: (فَرُفع لي سواد عظيم فقلت: أمتي هذه؟ قيل: بل موسى وقومه) حديث صحيح ,فلم يضيع الله سعي موسى وصبره، فكانت مكافأته أن تكون أمته ثاني أمة يوم القيامة، وكما قال الشافعي: (اُذكر رِضى مَنْ تطلب، وفي أي نعيمٍ ترغَب، ومن أي عِقاب ترهب، فمنْ فكر في ذلك صَغُر عنده عمله). [8]

5/ {إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان٩] ،هذا شعار المربي والداعية؛ فالدَّاعية الصَّادق هو الذي قد قطع الطمع من الخلق وتعلَّق بطلب الأجر من الخالق، وعلى قدر النَّصَب يكون الأجر، وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة عظة وعبرة، فأحدهم حفظ مال الأجير الذي ذهب عنه، وأنماه له حتى رجع بعد زمن فإذا بأجرته الصغيرة قد أصبحت وادياً من بهيمة الأنعام، فأعطاه إياها فساقها جميعاً ولم يعطِ سيده منها شيئاً، بل ولم يقدم له كلمة شكرٍ واحدةٍ مقابل حفظه ورعايته، فكان ذلك عملاً صالحاً حفظه الله له عند توسله به فأفرج عنهم جانباً من الصخرة.

6/ أعظم زاد يحمله المصلح هو صدق اللَّجَوء إلى الله سبحانه وتعالى وتصفية القلب والنية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللَّهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ} [العنكبوت69]، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: (ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفَع ولا يَدوم) . [9]


نسأل الله أن يرزقنا الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وشكرَ نعمته، وحُسْنَ عبادته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


[1]/ «عالجتُ بني إسرائيل» أي: مارستهم ولقيت منهم الشدة في ما أردت منهم من الطاعة، والمعالجة مثل المزاولة والمجادلة. عمدة القاري: (17/129).

[2]/ انظر: البداية والنهاية: (2/163).

[3]/ انظر: جامع البيان للطبري: (9/358).

[4]/ أخرجه البخاري (1339)، ومسلم (2372).

[5]/ المستدرك على مجموع الفتاوي: (1/132).

[6]/ شرح ابن بطال على البخاري: (9/252).

[7]/ لطائف الإشارات: (2/447).

[8]/ سير أعلام النبلاء: (10/43).

[9]/ مختصر الفتاوى المصرية: (1/174).


تاريخ المادة: 8/5/1433.

المصدر: http://www.wdawah.com/contents/34904

خمائل 03-31-2012 04:54 PM

هـــذا قلمي


بقلم: د/ أميرة بنت علي الصاعدي.
أستاذ مساعد بجامعة أم القرى.


رداً على سؤال أحدهم : أين قلمك أيتها المرأة؛فالرجال يتحدثون بلسانك,ويطالبون بحقوقك؟ فكان جوابي :-

ها أنا أكتب بقلمي, وأصرخ بصوتي, وأنادي من يهمه أمري ويقلقه وضعي ، أنا امرأة مظلومة ومضطهدة ! ومسلوبة الحقوق أيضاً ! أنا مقيدة فمن يفك أسري؟ومسلوبة الحقوق فمن يرد لي حقي الضائع ؟ ومكانتي المسلوبة ؟ لقد أثرت شجوني أخي الفاضل؛ فجزاك الله خيراً بسؤالك المثير ، ولكن الجواب أكثر إثارة ، وأعجب حالاً !

إنني أتعجب كيف أنني في بلاد الحرمين , ومهبط الوحي ، بلاد العلم والعلماء الحكماء. أين الرجل الرشيد ؟ الذي يفكر بتعقل ويحكم بروية مع خشية وتقوى, وتجرد عن الهوى !؟

أيها العقلاء,أيها الحكماء,أيها الرجال إن كانت المرأة في بلادكم مظلومة؛ فأنتم من ظلمها, وأنتم من اضطهدها,وأنتم من سلبها حقها ظلمها أبوها الرجل,وزوجها الرجل,وأخوها ,وابنها أحياناً.

إن الأب المفرط في رعيته,والمشغول عن مسؤولياته الذي ترك الحبل على الغارب,زوجته تذهب إلى الأسواق متبرجة ,وابنته مع صديقات السوء, وأبناءه يتسكعون في الشوارع, والأسواق يؤذون المسلمين والمسلمات فهو ظالم لنفسه وظالم لأهله ,ولو أحكم القبضة ورعى المسؤولية, وأدى الأمانة لصلح, وصلحت رعيته .

وظلم الزوج للمرأة له صور متعددة ، ربما لا يتسع المجال لذكرها ؛ فهو قد ظلمها حين قصر في حقوقها ,وهضم واجباتها, وضيق عليها في حياتها ؛فهي أشبه بسجينة محبوسة لديه ,بيده إسعادها, وبيده شقاءها ,إن كان لها مال استغلها,وإن كانت بلا مال أذلها .

كم أعرف من النساء من تتجرع مرارة الأسى والذل في بيت زوجها ,ولا مدافع عنها ,ولا ناصر لها , وكم من إمراة تكاد تقتل نفسها من شر ما تجده من زوجها ولا سامع لشكواها ؛ فأين المنادين بحقوق المرأة ؟ وأين المتكلمين بلسانها والطالبين لحريتها ؟

اعلم أخي الرجل : أن حريتي ليست في خروجي للعمل ، وليست في قيادتي للسيارة ، وليست في تبرجي واختلاطي بالرجال.

إن جدتي وجدتك ، وأمي وأمك ، كُن أحراراً ، وأنجبن أبطالاً, وعشن متوجات بالعز, والشرف في بيوتهن .


واعلم أخي الرجل : أن هناك من تخرج للعمل ,وخروجها سبب شقاءها وأساس بليتها؛ فلا تهنأ بالراتب,ولا تسعد بالوظيفة.

واعلم أخي الرجل : أن هناك من لديها سائق تحت تصرفها؛ كأنما تقود هي السيارة ولكن تقودها من الخلف ،وعندها المال ولكنها لا تسعد بصحبة زوجها ، ولا تطمئن بدونه تتمنى يوما ًأن تركب بجواره, وتسعد بمرافقته لتحس أنها ملكة وهو قائدها ,وأنها حرة وهو مالكها,هي مع السائق أسيرة ، أسيرة الذئاب الجائعة والعيون الزائفة فهي ذليلة ، ذليلة لهذا السائق ، تحتاج إلى خدمته ,ولا تستغني عنه ,وهي معه خائفة ، لا تأمن مكره ولا ترجو بره .

اعلم أخي الفاضل : أن الإسلام أكرمني بحجابي, وأعزني بغطاء وجهي ,وهذه هي حريتي,وهذا عزي وفخري لا أُحل أن ينظر إليه من لا يحل له ذلك؛ فمن تمام حريتي أن أصونه عن العيون الزائفة والنفوس المريضة, ولكن أراكم اليوم تريدون ذلي وتسلبوني حريتي, هل يعقل هذا ؟ وأنا في بلد الحرية ، وبلد الإسلام .

أخي الفاضل : إن من حقي في هذه البلد أن أعمل ؛ ولكن أعمل بحرية وبضوابط ، وليس من الحرية أن أعمل بحجابي وبجانبي زميلي في العمل ، هذه قيود شاقة وربما مع الأيام تتحلل هذه القيود ,والكل يسعى إلى التخفيف والتيسر حتى في العبادة .

من تمام حريتي أن أعمل في جو ملائم غير مختلط ، وبلدي ولله الحمد بلد الفضيلة ، وولاة الأمر فيها يعززون دائماً هذه المعاني,ويفتخرون بتطبيق الشريعة,ونبينا صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على المرأة محافظاً على خصوصيتها ، كفل لها حريتها في أداء العبادة وطلب العلم وفي نفس الوقت حفظها من الاختلاط ، وأعزها من الامتهان ,وفي ذلك صور عدة أذكر منها, وعلى سبيل المثال :-

-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : (أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم - يعني من صلاته- يمكث في مكانه يسيراً) قال ابن شهاب الزهري ( فنرى والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء ). رواه البخاري

قال ابن حجر- رحمه الله- (وفي الحديث مراعاة أحوال المأمومين, والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور ، وفي اجتناب مواضع التهم ، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت ). الفتح 2/ 336

بأبي أنت وأمي يارسول الله ، لقد راعى حال النساء؛ لأنهن من رعاياه ؛ فأكرمهن بالصلاة معه ، وفي نفس الوقت كره لهن مخالطة الرجال في الطرقات فضلاً عن العمل .

-عن عبد الله بن عباس قال : (شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وأبي بكر, وعمر,وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ، ثم يخطب بعد؛ فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال ، فقال : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ﴾ [الممتحنة:12],حتى فرغ من الآية كلها ، ثم قال حين فرغ : ( أنتن على ذلك ) ,وقالت امرأة واحدة ، لم يجبه غيرها : نعم يا رسول الله . لا يدري الحسن من هي قال : ( فتصدقن ) وبسط بلال ثوبه؛ فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال . رواه البخاري

فالنساء شقائق الرجال في التكليف ؛فمن الواجب تعليمهن وتعلمهن, وقد علمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتنى بهن؛ ولكن لا يجوز اختلاط النساء بالرجال في التعلم فضلاً عن غيره ، فإما أن يفردن بيوم ، وإما يتأخرن عن صفوف الرجال قال ابن حجر : (( قوله:ثم أتى النساء يشعر أن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم )) الفتح ( 2/466 )

أخي الفاضل : إنني امرأة أتكلم من واقع أمري ، ومن خلال رؤيتي لمجتمعي ؛ فالمرأة في بلادي لها حصانة خاصة ، ومكانة سامية تحسدها عليها بنات الغرب ، وتغبطها عليها أخواتها في الشرق ، ولكنها إذا ذلت سقطت, وإذا امتهنت وقعت ، إذا خالطت الرجال ، واستهانت بالكلام سقط حياؤها - وهو رأس مالها - ، ورُفع احترامها ، ونقص قدرها .

أيها الرجل الغيور : أترضى لأمك أو لأختك أو لزوجتك أن تجالس الرجال؟ وتحادثهم وتضاحكهم ، وهي مع ذلك محافظة على حجابها ولكنها مضيعة لعفافها ، خدش فيها الحياء ، وقلّ لديها الإباء ، وعزّ عندها الوفاء لدينها وحجابها؟!

هذا قليل من مداد قلمي ، ولن يجف مداده ما بقيت الروح في الجسد , ولكن عذراً أخي الفاضل إن كلّ قلمي ، أو ملّ بناني ،أو سكت لساني .

____________________________




تاريخ المادة: 22/4/1432.
المصدر: http://www.wdawah.com/contents/30585


الساعة الآن +3: 05:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::